السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت في ما مضى من دراستي الابتدائية شديد الخجل، حتى إنني كنت أخجل من إلقاء السلام، وكنت أدرس في مدارس خاصة، بعيدًا عن الطلاب المنحرفين أو المشاكسين أو المهملين، وبعد أن كبرت، انتقلت إلى مدرسة حكومية، وزال عني الخجل بعض الشيء، إذ لا يزال لدي بعض منه، في ما يتعلق بالكلام مع أشخاص جدد عليّ، أو في ما يتعلق بالمخاصمة والمساومة في عملية البيع والشراء -مثلًا-.
كما أنني أشعر بخجل كبير إذا كنت وسط مجموعة من الناس، وكانت أعينهم موجهة إليّ، سواء في الأماكن العامة أو المدارس.
مشكلتي الأساسية هي أنني الآن، وبعد أن انتقلت إلى المدارس الحكومية، احتككت كثيرًا بهؤلاء الشباب، الذين لا أعرف كيف أسميهم، هل هم منحرفون، أم قليلو أدب، أم أولاد شوارع، أم غير مؤدبين؟ وأصبحت لا أعرف كيفية التعامل معهم، وكيفية الرد عليهم، فمثلًا: إذا قام أحدهم بدفعي دون أي سبب، أو قام بسبي وسب والدي، أو قام بالصراخ والاستهزاء بي أمام الطلاب، لا أعرف ماذا أفعل، لأنني لا أستطيع أن أضربه -كي لا أُطرد من المدرسة؛ حيث يُطرد الذين يتضاربون في المدارس- ولا أستطيع الرد عليه، لأنه بالتأكيد سيصل الأمر إلى العراك.
فأريد من حضرتكم أن تعطوني الطريقة، لكيفية التغلب على هذه المواقف، وكيف أتعامل مع من يصرخ عليّ، أو يستهزئ بي في الأماكن العامة، أو في أي مكان أكون فيه محط أنظار الناس؟ وكيف أتعامل مع من يسبني، أو يسب أحدًا من والديّ أيضًا أمام الناس؟ وكيف أتعامل إذا انتابني الخجل أمام الناس؟ وكيف أتعامل في وقت المساومة في عملية البيع والشراء، حيث قد أواجه مواقف مماثلة كالصراخ أو ما يشابهه؟
حياتي أصبحت بلا قيمة، وأصبحت أنظر إلى المنحرفين وأمثال هؤلاء على أنهم أفضل مني، وقد تعلموا كيف يواجهون حياتهم الاجتماعية، وأصبحتُ ألقي اللوم على والديّ، لأنهما لم يعلماني من صغري مبادئ الحياة الاجتماعية!
أرجوكم أن تدلوني على الخطأ: أين هو؟