الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدثت لي أعراض غريبة بسبب خلاف مع صديقتي، فما تشخيصكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أنا فتاة في الخامسة عشرة من عمري، لدي صديقة مقربة مني جدًّا، وأنا متعلقة بها، وعلاقتنا طيبة جدًّا، ولكن ذات يوم حدث بيننا خلاف أثناء محادثة عبر البريد الإلكتروني، وبعد ذلك شعرت بتنميل في أطرافي وبرودة شديدة، وكأنها خالية من الدّم وشاحبة اللون، ثم ذهبت إلى غرفتي ونظرت في المرآة، فوجدت عينيّ حمراوين جدًّا ووجهي شاحبًا يميل إلى الزرقة، بينما كانت وجنتاي حمراوين.
ما تفسير ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب.

الصدمة العصبية، أو ما يُعرف أيضًا بالنوبة الهستيرية التحويلية أو اضطراب التحويل، هي حالة نفسية تظهر فيها أعراض جسدية لا يمكن تفسيرها طبيًا، هذه الأعراض غالبًا ما تبدأ بعد حدث مرهق أو صادم، أو عند التعرض لضغوط نفسية كبيرة.

إن ما يحدث لكِ يُسمى بالصدمة العصبية البسيطة، وربما سمعتِ بهذا المصطلح، ويُقصد به أن بعض الأشخاص، خاصةً الفتيات الصغيرات، عند تعرضهنَّ لضغوط نفسية أو مشاكل أسرية أو أي صعوبات اجتماعية، قد يحدث لديهنَّ هذا التفاعل كنوع من الدفاع النفسي، حيث تتحول الحالة النفسية إلى حالة جسدية، ومن خلال ذلك، قد يختل الوعي قليلًا، وتفقد الأعصاب قوتها، كما أن الدورة الدموية تشهد بعض التغيرات، وقد ينخفض الضغط قليلًا؛ لذا تبرد الأطراف ويصبح لون الجسم شاحبًا أو أبيض، وهذه حقيقة فسيولوجية بحتة، أي أنها لا تشكل أي خطورة على حياة الإنسان.

قد تسبب شيئًا من الازعاج لمن حولكِ، لكنها بالطبع ليست خطيرة، ونعرف أن مثل هذه الصدمات العصبية تحدث في ظروف أخرى، مثلًا عند رؤية منظر الدم أو شخص مصاب بجروح بالغة، قد لا يستطيع البعض تحمل مثل هذه المواقف، ومن ثم تحدث لهم هذه الصدمات العصبية.

إذًا، حالتكِ بسيطة وغير خطيرة، والذي أنصحكِ به -أيتها الفاضلة الكريمة- هو أن تعبري عن نفسكِ، فالإنسان حين تحدث له احتقانات نفسية داخلية، وتكون هنالك أشياء غير مرضية له، ويكتمها ولا يعبر عن نفسه ولا عن مشاعره، ينعكس هذا سلبًا على الجسد، ويحدث هذا التحول الذي ذكرناه لكِ.

لذا، من أفضل الوسائل أن تعبري عن نفسكِ وألا تكتمي، فالتفريغ النفسي وسيلة علاجية طيبة وممتازة جدًا.

ثانيًا: كوني دائمًا إيجابية في تفكيركِ، أنتِ صغيرة في سنكِ ومُقبلة -إن شاء الله تعالى- على أيام طيبة، ركِّزي في دراستكِ، تواصلي مع صديقاتكِ، كوني حريصة على صلواتكِ وقراءة القرآن والدعاء، وكوني بارة بوالديكِ، هذا -إن شاء الله تعالى- يعطيكِ القوة النفسية وكذلك القوة الجسدية، والتي يمكنكِ أيضًا اكتسابها من ممارسة أي نوع من الرياضة يناسب فتاة مسلمة.

أود أيضًا أن أضيف أنه توجد تمارين تُسمى تمارين الاسترخاء، وهي جيدة جدًّا، خاصةً تمارين التنفس المتدرج أو شد العضلات وبسطها، ويمكن التدرب على هذه التمارين بواسطة أخصائي نفسي، أو يمكنكِ الحصول على مواد تدريبية -مثل كتيبات أو أقراص مضغوطة، أو من خلال اليوتيوب- تتناول هذا الموضوع.

ومن الأمثلة على المواد الجيدة والمفيدة والبسيطة: يوجد فيديو يسمَّى "الإبداع والاسترخاء" للدكتور نجيب الرفاعي، وفيديو آخر للدكتورة حنان عيسى عبد الظاهر، وتوجد أيضًا كتيبات للدكتور صلاح الراشد، ومنها مجموعة تُسمى "كن مطمئنًا"، وهي جيدة ومفيدة جدًا، وأنصحكِ دائمًا بقراءة كتاب الشيخ عائض القرني "لا تحزن"، فهو كتاب جيد ومفيد جدًّا.

لا أعتقد أنكِ في حاجة لأي علاج دوائي، وأتمنى أن يكون هذا الشرح مفيدًا لكِ، وحالتكِ بسيطة جدًّا، فقط عبري عن نفسكِ، و-إن شاء الله- ستختفي هذه الأعراض تلقائيًا مع تقدم العمر.

أسأل الله لكِ الصحة والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً