الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أحافظ على صلاتي ومهملة لبيتي وعيالي، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الجميل، جعله الله في ميزان حسناتكم. وأنا كثيرة القراءة لاستشاراتكم، والمشكلة التي سأطرحها، أتمنى أن أجد الشفاء في إجابتكم.

أبلغ من العمر 24 سنة، ومتزوجة منذ 9 سنوات، ولدي ابنتان، ولكن لدي مشكلات، وهي:

- أنا تاركة للصلاة، أصلي ثم أقطع.
- حساسة جدًّا، فأي شخص يتكلم معي بكلام فيه نقص أو جفاء، أرجع إلى البيت وأبكي كثيرًا.
- ليس لدي صديقات، وأحس بوحدة شديدة بحكم أني أسكن بعيدًا عن عائلتي، ولا أراهم إلَّا شهرين في السنة.
- أحس باختناق شديد عند الخروج من البيت، وأفضل البقاء فيه على الخروج.
- دائمًا منعزلة، وأتكلم كثيرًا عن الناس.
- أحس بأني مريضة نفسيًا، وحتى عند الذهاب إلى والدي، تكثر مشاجراتي مع أخواتي، حتى إن أمي تغضب من تصرفاتنا تجاه بعضنا البعض.
- أحس بأني غريبة أينما ذهبت، وأصبحت أحس بأنه لم يعد أحد يحبني، وحتى في بيت زوجي أشعر بإهمال شديد.
- بيتي غير نظيف وغير مرتب، وأهمل أطفالي، رغم أني أحاول جاهدة أن أكون أمًا مثالية، وأبذل قصارى جهدي، ولكن أحس بأني فاشلة، وحتى زوجي يشتكي مني كثيرًا، رغم حبه الكبير لي.
- أمسك بالهاتف كثيرًا، لا أعرف ما بي! أصبحت لا أعرف نفسي.

أتمنى أن أجد عندكم الجواب، وأنا كثيرة الدعاء لله في كل وقت بأن يغير الله حالي للأحسن، وأن ألتزم بالصلاة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارت إسلام ويب، ونشكر لك شُكرك للقائمين على هذا الموقع، الذي تجدين فيه الفائدة، داعين الله تعالى أن يتقبّل مِنَّا جميعًا، ونشكرك على هذا السؤال.

أختي الفاضلة: يبدو أنك تزوجت في سِن الخامسة عشر، ثم انتقلت من بيت أهلك إلى بيت زوجك في هذا السِّن المبكر، فربما هذا أحد الأسباب التي تُفسّر ما تعانين منه من ضعف المهارات الاجتماعية في التواصل والحديث مع الناس، فأنت نشأت في مسؤولية، ولديك طفلتان -حفظهما الله تعالى لكم-.

أختي الفاضلة: كنتُ أتمنى أن أعرف عمر الطفلة الصغيرة؛ فإذا كان دون السنة فربما هناك احتمال أنك تعانين من اكتئاب ما بعد الولادة، هذا الاكتئاب النفسي ما بعد الولادة يمكن أن يُفسّر ما ذكرتِه في سؤالك من إهمال طفلتيك، والبيت وأمور حياتك الخاصة، وهذا الاكتئاب -اكتئاب ما بعد الولادة- كما ذكرتُ لك يمكن أن يُصيب السيدات عقب الولادة، ويمكن أن يستمر حتى سنة، أو أحيانًا أكثر من سنة إذا لم يُعالَج.

الاحتمال الآخر -أختي الفاضلة- أنك تعانين من اكتئاب نفسي، وليس له علاقة بالولادة، وخاصة إذا كان طفلتك الصغرى أكبر من سنة. وهذا الاكتئاب يمكن أيضًا أن يُفسّر هذه الحساسية عندك وكثرة البكاء وإهمال نفسك وطفلتيك والصلاة وغيرها.

وهنا أدعوك -إذا شككت بأنك تعانين من الاكتئاب النفسي- كما وصفتُ لك؛ فلا ضرر أبدًا من أن تُراجعي إحدى العيادات النفسية، ونبينا ﷺ يُوجّهنا بقوله: (تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ، فَإِنَّهُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً).

فكما أن هذا ينطبق على الأمراض البدنية، فإنه أيضًا ينطبق على الأمراض النفسية، ومنه الاكتئاب بأنواعه المختلفة، وسواء كان عندك اكتئاب ما بعد الولادة، أو الاكتئاب النفسي غير المرتبط بالولادة؛ فكلاهما يُعالَج بأحد الأدوية المضادة للاكتئاب، ولكن على الطبيب النفسي أولًا أن يُؤكد التشخيص، ثم يصف لك العلاج المناسب.

أختي الفاضلة: أمَّا بالنسبة للصلاة فأشدُّ على يدك بأن تعزمي على الحفاظ على الصلوات في وقتها، فهذا يُذهب عنك الشعور بالتقصير، ويمكن أن يُخفف عنك بعض الاكتئاب.

داعيًا الله تعالى لك بتمام الصحة والسلامة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً