زوجي كثير الغضب واللوم ويضربني ويضرب الأولاد، ما الحل؟
2025-05-03 23:37:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي مشكلة مع زوجي، وهي أنّه كثير الغضب والانفعال، ويدقّق في أدقّ تفاصيل البيت وحتى الأولاد، ويلومني دائمًا، ويضربني ويضرب الأولاد.
كما أنه لا يُصلّي، ولا أسمع منه ذِكر الله إلا نادرًا، ويُصلي الجمعة فقط، وليس في كل جمعة، ويقول لي دائمًا: "أنا قبل الزواج كنت أُصلّي ولا أقطع فرضًا، وبعد أن تزوجتك لم أعد أُصلّي لأنك تفتعلين المشاكل".
أنا -والله- لا أريد شيئًا سوى الراحة والهدوء في بيتي، كما يقول المثل: "سلّتي بلا عنب"، وكل مشكلة تحصل يُحمّلني مسؤوليتها، مع أنه غالبًا ما يكون هو السبب، وهو كثير الغضب، وينام وحده، ولا يأكل في البيت في كل مرة تحصل فيها مشكلة، وإن سألته: "لماذا تفعل بي هكذا؟" يضربني ويضرب الأولاد.
يكون حسن المعاملة معي لأسبوع، ثم ينقلب بعدها نكدًا لشهر كامل، وعندما يغضب، لا أرى فيه إنسانًا عنده مشاعر وإنسانية، بل أراه كالشيطان -والعياذ بالله-.
أنا أشكّ أن زوجي فيه شيء غير طبيعي، ولا أعلم كيف أتحقّق من ذلك، وعندما أشتكي لأختي، تقول لي: "أشك أن زوجك فيه شيء، لأن هذه التصرفات ليست تصرفات إنسان عاقل".
أما عن آخر موقف حصل فهو بالأمس، حيث طبختُ محشيًّا، وأحببت أن أُخرج شيئًا منه عن روح أمي -رحمها الله-، لأنني رأيتها كثيرًا في المنام بالفترة الماضية، وقد أخبرت زوجي بذلك من قبل. فقال لي سابقًا: "عندما تطبخين محشياً، أخبريني لأُعطي منه للعامل عندي".
عندما انتهيت من طبخه، وضعت نصف الكمية في طنجرة صغيرة، ثم كلّمني زوجي وهو في الطريق، وقال لي: "املئي علبة للعامل"، فقلت له: "طيب"، وعندما وصل إلى الباب، أرسلتها مع ابني ليُوصلها، وذهب ابني مع زوجي.
ثم عاد زوجي غاضبًا، وعيناه تقدحان نارًا وشررًا، وقال لي: "من قال لك تضعين كل هذه الكمية؟! أنا قلت لك علبة فقط!" فقلت له: "هذه عن روح أمي، ولا أعلم من يسكن معه أو من تُحب أو تكره، أنا نويت إخراجها عن أمي، ومن أكل منها فثوابها له".
فردّ عليّ وقال: "إن شاء الله ما يتقبلها، وأنا لا أسامحك حتى لا يصل ثوابها".
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ديمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بكِ -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب.
إن التعامل مع الزوج الغاضب والمنفعل وسيئ العشرة من الأمور التي تتطلب صبراً وحكمة، واحتساب الأجر عند الله تعالى، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه).
عليكِ أولاً احتساب الأجر والصبر على هذا البلاء العظيم، ومن ثم الاجتهاد في الأخذ بالأسباب المتاحة لتغيير طبع هذا الزوج؛ لذلك ننصحكِ بالأمور التالية، ونسأل الله أن ينفعكِ بها:
أولاً: الحوار الهادئ، انتقي الأوقات التي يكون فيها بعيداً عن الانفعال والتوتر، وحاولي أن تفتحي معه أسباب هذا الانفعال وتأثيره عليكِ وعلى أولادكِ، اشرحي له نتائج ذلك على سعادتكم واستقراركم الأسري؛ فهذا الحوار قد يساعده على إدراك حجم المشكلة، وتأثيرها عليكم.
ثانياً: البحث عن ما يسعده، ابحثي عن كل ما يسعده ويدخل الفرح إلى قلبه، فأكثري منه، واجتهدي في البحث عن كل ما يثير غضبه أو يتسبب في انفعاله وابتعدي عنه، لا شك أنكِ من خلال العشرة والتعامل معه تعرفين ذلك جيداً، وهذا يساهم بشكل كبير في تقليل التوتر والغضب.
ثالثاً: معرفة مشاكله الخارجية، حاولي معرفة المشاكل التي يعاني منها خارج المنزل، فربما تكون لديه مشاكل تسبب له القلق والضغط النفسي، اجتهدي في التخفيف عنه بصمت إما عبر تهيئة جو المنزل للراحة والهدوء، أو بمحاولة الاستماع له لما يشكو منه إذا كان يقبل ذلك. الكثير من الأزواج يرجعون من أعمالهم ليبحثوا عن الراحة والهدوء، فإذا لم يجدها في المنزل ارتفع لديهم التوتر والغضب.
رابعاً: عدم التصادم، عندما يدخل في موجة غضب أو انفعال، فمن المهم جداً عدم التصعيد بالرد أو الصراخ أو المواجهة بالمثل، فهذا يزيد التوتر والغضب بشكل أكبر، والعكس هو الصحيح، فعندما يغضب، بادري إلى الصمت والهدوء، ودعيه يخرج ما في نفسه دون أي مواجهة، هذا أيضاً يساعد على تقليل التوتر وتقليل المشكلات.
خامساً: حياتك النفسية مهمة، لا تستسلمي لهذا الواقع، وتبقي في انتظار نتائجه على نفسكِ وحياتكِ، بل واجهي هذا الواقع السلبي ببناء نفسكِ، والتركيز على نجاحكِ وتربية أبنائكِ، العيش في هذا الواقع المتوتر مع التذكر الدائم لما فيه من مشاكل ينعكس على صحتكِ النفسية.
لذلك فالأفضل هو الخروج من هذا الواقع ببعض الأنشطة والفعاليات، التي تقلل التوتر والضغط النفسي، مثل الذهاب لتحفيظ القرآن، أو مجالسة الأخوات الصالحات أو طلب العلم، أو الانشغال بمهارات تنمي نفسكِ وروحكِ.
أكثري من الدعاء وسؤال الله تعالى أن يصلح هذا الزوج، وتذكري أن تلبية احتياجاته وحسن العشرة معه ومقابلة الإساءة بالإحسان من أعظم القربات عند الله تعالى، ومما يلين النفوس، كما ننبه أن الأمر إذا زاد عن حده يمكنك اللجوء إلى من تثقين بهم من أهل الخير والإحسان والمعروف ليصلح بينكم.
نسأل الله أن ييسر أمركِ ويذهب عنكِ السوء.