الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الشعور العام بالخوف من أمراض القلب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

منذ 3 سنوات أخذ الوسواس طريقه إليّ، وكنت أخاف قليلاً، حتى جاء ذلك اليوم الذي ذهبت فيه إلى المستشفى مع ابن عمي، حيث توفيت قريبة لنا، ورأيت المرضى يعانون، فلما خرجنا من المستشفى بدأ قلبي في الخفقان، إلى أن اشتد الخفقان إلى درجة فظيعة، فأغمي علي، فرجع بي ابن عمي إلى المستشفى، ففحصني الطبيب وقال لي: إنه القلق.

ذهبت إلى مختص في القلب، فقال لي: قلبك سليم، ولكن منذ ذلك اليوم وأنا أعاني، من طبيب إلى طبيب، وأصبحت موسوساً إلى درجة قصوى، لخوفي من الموت، حتى أصبحت لا أستطيع السفر، ولا أستطيع المشي، لأني أشعر بالدوران والدوخة والخوف الشديد.

أصبحت أخاف جداً من أي شيء، وأخاف جداً من قلبي، حيث أنني إذا فعلت جهداً صغيراً جداً، يبدأ بالخفقان بسرعة، لكن الأطباء يقولون لي: قلبك سليم، وهذه أعراض المعدة، كما أنني تعالجت عند مختص في الأمراض العقلية والنفسية، وقال لي إنك مصاب بالوسوسة والخوف الشديد والقلق.

أرشدوني من فضلكم، لأنني محبط جداً، حيث أصبت بإكتئاب، وأصبح لايهمني أي شيء، مع العلم أنني مقبل على الزواج -إن شاء الله- بعد 4 أشهر، لكني محتار في حالتي هذه.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سليم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أولاً: حالة القلق الشديد التي أصابتك حين كنت في المستشفى هي حالة هرع، ثم بعد ذلك تطور الهرع وأصبح يؤدي إلى شعور عام بالخوف، وبما أن نوبة الهرع الأولى ارتبطت بالمستشفى والمرضى، فقد نتج عن ذلك الشعور بالخوف من الموت، ومن المعروف أيضاً أن مثل هذه الحالات تكون مصحوبة بالوساوس والشعور بالإحباط والاكتئاب.

ثانياً: الشيء الذي أود أن تعرفه هو أن هذه الحالات يمكن علاجها تماماً بفضل الله تعالى، فقط عليك أن لا تتردد كثيراً على الأطباء، فأنت قلبك سليم بحمد الله، وهذه الحالة نفسية ولا يوجد أي خلل عضوي في قلبك.

المعطيات العلمية التي بين أيدينا تُشير أن السبب في مثل حالتك هو اضطراب يحدث في بعض الموصلات والناقلات العصبية بالمخ، وهذا الخلل يمكن تصحيحه بتناول الأدوية المناسبة لذلك، وعليه أرجو أن تبدأ فوراً في تناول الدواء الذي يُعرف باسم سبراليكس (Cipralex) بجرعة ( 10 مليجرام) ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى 20 مليجرام لمدة تسعة أشهر، ثم تخفض الجرعة بعد ذلك إلى 10مليجرام لمدة ثلاثة أشهر أخرى.

بجانب هذا الدواء هنالك دواء آخر يُعرف باسم فلونكسول (Flunaxal) (نصف مليجرام) وذلك لمدة ثلاثة أشهر فقط، علماً بأن هذا الدواء من الأدوية الجيدة جداً والداعمة للدواء الأول.

أرجو أن تعلم أن هذه الحالة سوف تزول تماماً، فقط عليك إعادة الثقة بنفسك، وتناول الدواء الموصوف.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ألمانيا طاهر

    الكلام هذا يريح
    ادعولي بالشفاء لاني اعاني من نفس الوسواس

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً